languageFrançais

حمادي الرديسي: هذه خصائص شعبويات موسي والقروي وسعيّد وقاسمها المشترك

حلّ المفكّر والكاتب حمادي الرديسي ضيفا على برنامج "جاوب حمزة" الأحد 27 فيفري 2022، تحدّث فيه عن العشرية الأخيرة في تونس وتجربة الإنتقال الديمقراطي وما رافقها من حماس انقلب لاحقا إلى خيبة أمل كانت دافعا لبروز الشعبوية خلال الإستحقاق الإنتخابي لسنة 2019 والتي مثّلها بالأساس ثلاثة تيارات بزعامة كل من عبير موسي ونبيل القروي وقيس سعيّد.


وأوضح الرديسي أنّ الشعبوية تنشأ في الديمقراطية وإذا خرجت عن هذا الإطار فهي تدخل في خانة الدكتاتورية. ويرى بأنّ خيبة الأمل التي صاحبت العشرية الأخيرة  خلقت ما أسماه بـ ''لحظة 2019" (الإنتخابات)  لإغلاق قوس تجربة مرّت بها تونس، لكن ردة الفعل، وفق ضيف حمزة البلومي،  كانت معاكسة وأعيد الخطاب الثوروي القائل بأنّ ''الفشل الذي طغى على تجربة الفترة الممتدة من 2011 إلى 2019 يعود إلى النخب الفاسدة ووجود مؤامرة ضد الشعب''


وميّز الرديسي بين ثلاث شعبويات ظهرت في تونس وهي الشعبوية المناهضة للثورة والتي تمثلها عبير موسي وتركّز على النظرة التآمرية للثورة، وشعبوية اجتماعية ليبرالية يمثّلها نبيل القروي وتركّز على الفقراء وشعبوية ثورية هواوية يمثلها سعيّد الذي يعتبره هوويا يمثّل القيم المحافظة وثوري من ناحية الشكل الثوري بالخطاب والتعبئة.


ويرى الرديسي بأن شعبوية سعيّد انتصرت لأنّها لعبت على اليسار واليمين. 
 

وأوضح أنّ القاسم المشترك بين هذه الشعبويات الثلاث أنّه مؤامرتية سيادوية وتقوم على الأخبار الكاذبة والبحث عن الحقيقة البديلة والثروات الوطنية المنهوبة.
 

واعتبر أنّ لجوء التونسيين للشعبوية هوّ دليل على كسل ذهني لأنّ الديمقراطية معقّدة، فضلا عنّ أنّ الديمقراطية لا يمكن أن تزدهر في بيئة فقيرة، مضيفا أن الديمقراطية تسقط  بدون رخاء وأنّ الديمقراطية والفقر ثنائية لا يمكن أن يتعايشا.

وأوضح أنّ الطبقة السياسية اهتمت أكثر بالسياسة وأهملت الإقتصاد ، حيث أنّه كان من المفترض أن يرافق البناء الديمقراطي رخاء، ولكن هذا لم يحصل.